الجمعة، 12 أبريل 2024

قمر لم يكتمل!!!

 نعم كنت أنتظر بشدة قدوم العيد، تصورت كل شيء جميلاً كما أردته، إنها ثلاثة أيام كفيلة أن تمنحني طاقة إيجابية لشهور قادمة، سأصلي في المسجد المعتاد وأسمع الخطبة التي أنتظرها، سأرى أقاربي، سأخرج في اليوم الأخير.

ثم فجأة وجدت نفسي أنتهي من كل هذا وأسير وحدي عائدة إلى البيت غير مصدقة أن العيد انتهى ... نعم عشت لحظات سعيدة وأخرى غير ذلك تغافلت عنها بالطبع، فقد قررت أن أسعد فقط، ولكنني حقاً شعرت أن الوقت انقضى في لمح البصر، أردت أن أخبر الوقت أن ينتظر فمازلت احتاج العيد، ولكن هيهات فمن ذا الذي يستطيع إيقاف عقارب الساعة لحظة واحدة!!!
رفعت رأسي للسماء فرأيت الهلال مازال صغيراً جداً، على الأقل دب في داخلي أمل أن هناك بدر سيكتمل يوماً ما فأسرعت باتجاه المترو لأعود إلى بيتي، لم أخطيء الطريق، ولم أخطيء القطار؛ ولكنه هو من توقف في منتصف الطريق لأسمع النداء لركاب القطار بسرعة النزول لأن هذا القطار مقرر تخزينه، فنزلت سريعاً لأجد القطار الآخر بالفعل منتظر على الرصيف ووجدت مكان سريعاً في عربة السيدات الثانية لأبدأ رحلة قصيرة من التأمل فهذا القطار الذي ركبته أنا وغيري ربما كان مجرد مرحلة نعم لم نخطيء حينما اجتزناها ، ولكن شئنا أو أبينا يعيد الله ترتيب المشهد فيكون علينا سريعا التخلي عن تلك المرحلة والبدء بمرحلة جديدة، تماماً في الوقت المناسب الذي يحدده الله وليس كما نشاء. كنت في العربة الجديدة (المختلطة بعد الساعة التاسعة) مازلت منشغلة بالذكر كعادتي أنظر للنافذة المفتوحة ومن ورائها ظلام دامس، وفي نفس العربة يقف مجموعة من الشباب بالدف يغنون أغاني شعبية وأغاني راب، وأمامي يجلس اثنان من الفتيات سعداء مع خطابهن وبجانبهم أخرى تحدق في الموبايل وكأنها تنسى العالم وتنخرط فقط في هذا العالم الرقمي، على الجهة الأخرى يجلس رجل أربعيني يبدو أنه يحمل هموم وأعباء الحياة فوق عاتقه وكأنه لم ير العيد أصلا، بجانبي كانت تجلس فتاة هادئة لم تتحرك أو تنطق بشيء إلى أن انتهت الرحلة وأنا دائماً أنزل في آخر محطة، والتي أعتبرها فرصة للتأمل قليلاً والخروج من عناء حياتي بالانخراط في حياة الآخرين فأحياناً أتحدث معهم طيلة الطريق لأتعرف على أشياء جديدة قد تلهب حماسي أو أستوحي فكرة جديدة.
كنا جمعياً في عربة واحدة ولكن لكل منا حياة، فكر، شكل أسلوب مختلف، وافترقنا أيضاً في طرق شتى، فكل ما كان يجمعنا أن أقمارنا أو بالأصح أعمارنا لم تنتهي بعد. نزلت من القطار لأختفي في الشارع بين العمارات المرتفعة بعدما كان كل ذلك بيوت واسعة وفلل فنظرت مرة أخرى للسماء، ولكن لم استطع رؤية القمر الذي لم يكتمل فربما أخفته كل تلك المباني، لم أرى إلا سواد في السماء، ولكن على الأقل رأيت قمري مرة واحدة وهذا يكفي!!!#شيرين_المصري

السبت، 6 أبريل 2024

الربيع لم يأت بعد!!!

الربيع لم يأت بعد!!!
حينما عُدت لمنزلي بعد جولة قصيرة، وقد تذكرت أنه الربيع!، رفعت رأسي لأنظر إلى الأشجار المُصطفة أمام المنزل؛ ولكن المُفاجأة لم تكن أياً منها أزهرت بعد … كانت مجرد أغصان خاوية، لا يوجد بها أية أوراق أو زهور. وعلى الجانب الآخر تمتد باقي الأشجار من نفس النوع ولكنها خضراء يانعة، نظرت إليها بضع لحظات ثم دخلت منزلي، وجلست أتأمل قليلاً ... تذكرت وقتها ربيع يُوسف الذي تأخر كثيراً، بينما كان إخوته ينعمون بربيعهم ... كان هو يُعاني عواصف الخريف ما بين غدر الإخوة، البيع كعبد بثمن بخس، فتنة إمرأة العزيز والسجن ظلماً. كان أول من تمنى الموت من الأنبياءفلم يكن يعلم أن الربيع سيزوره يوماً، ولكن حينما حل الربيع أصبحت يده العليا، ويد إخوته السفلى، في الوقت الذي أصبح عزيزاً لمصر جاء إخوته ببضاعة مُزجاة وطلبوا منه أن يعطيهم ... إنها حقاً لمفارقة عجيبة. ليس بالضرورة أبداً أن تنعم بربيعك مع الآخرين، فقد يصهرك حر الصيف، تقتلك برودة الشتاء، وتعصف بك أجواء الخريف فيذبل كل أمل بداخلك، ولكن حتماً سيأتيك الربيع ليطيب كل ألم ألّم بك، ولو بعد حين!!! #شيرين_المصري